المرحوم عيسى دراوي فارقنا عن عمر يناهز 56 عاما، تاركا وراءه طفلتين· ورافق المرحوم إلى مثواه الأخير حشد من أبناء المدينة وعدة شخصيات شهدت له بالخدمة الكبيرة التي قدمها للكرة الجزائرية·
رحل صاحب القامة القصيرة الذي أحبه الرئيس الراحل هواري بومدين بعد الدور الكبير الذي قدمه في المباراة النهائية أمام المنتخب الفرنسي في ألعاب البحر الأبيض المتوسط سنة 1975 بالجزائر، كما كان محبوبا لدى أنصار المولودية التي سجل معها نتائج جيدة من بينها الفوز بكأس الجزائر مرتين وكأس إفريقيا ضد حافيا كوناكري سنة 1976 وهي سنة المصائب لدراوي الذي عاد به الحنين إلى فريقه الأصلي شبيبة سكيكدة·
الأوقات العسيرة لدراوي كانت في بداية الثمانينات حيث بدأت المشاكل تنخره ويصل به الأمر إلى انهيار عصبي أدخله مستشفى الأمراض العقلية بالحروش، ومن ثم تراكمت المشاكل عليه ونظم له جيبيلي من طرف المولودية والشبيبة، ووجد عملية تضامن واسعة من طرف سكان سكيكدة ليتخلص من مرضه لمدة 13 سنة استرجع فيها قوته العقلية.
مرض دراوي خلال الأسبوع الماضي كان نتيجة الفرحة بنجاح فلذة كبده في شهادة البكالوريا، حيث أكد لنا أحد مقربيه بأنه لما دخل إلى البيت وجد الفرح ولما سأل أجابته ابنته بأنها نجحت في شهادة البكالوريا، مما جعله يفرح فرحا شديدا تسبب له في انهيار عصبي نقل على إثره إلى مستشفى قسنطينة· وكان من المفروض أن ينقل نهار أمس إلى مستشفى مختص بمدينة ستراسبورغ الفرنسية من طرف إدارة المولودية· ويبقى المرحوم في أذهان الجزائريين من بين الرموز التي صنعت أمجاد الكرة الجزائرية ·
وبهذه الفاجعة الأليمة يتقدم طاقم جريدة ''الخبر'' بتعازيه القلبية لعائلة المرحوم، راجيا من المولى عز وجل أن يتغمد المرحوم برحمته الواسعة ويلهم ذويه الصبر والسلوان· ''إنا لله وإنا إليه راجعون''·
|